Marruecos

الاستقواء بالأجنبي وشماعة حقوق الانسان بقلم: المختار الغربي

 

هناك جهات مغربية تقوم بتجييش الأجانب للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب كلما سنحت فرصة تنظيم لقاء أو ندوة دولية تتعلق بحقوق الانسان.
حسب فهمي المتواضع، كصحافي وكوطني وكمناضل اعلامي، أفهم أن تدويل قضايا داخلية هو تهييج الأجنبي ضد حريتي وكرامتي كمغربي وتسويد لنضالي السلمي دفاعا عن حق المغاربة في الأمن والمساواة والكرامة والعدل، لأنه يغيب عن بعض الانتهازيين أن المغاربة يناضلون ويحتجون من أجل تحقيق مطالبهم بكل الامكانات المتاحة لهم ولديهم، وليس لأحد الحق في المزايدة على نضالهم ضد التجاوزات التي تقترف في حقهم وتغتصب بواسطتها حقوقهم.
نحن أصحاب هذه المهنة المتعبة، أو على الأقل بعضنا، نعرف الألاعيب التي يميل اليها بعض الموتورين حينما تنطفئ الأضواء في وجههم فيلجئون للإثارة، ولإثارة الانتباه. وهذا تصرف بئيس ولا يليق برجال ذوو كرامة وعفة وأنفة. كما أن للنضال مواصفاته وقواعده السامية، وما يقوم به الخونة والعملاء ليس نضالا، بل تضليلا وتجارة.
ان تدويل قضية وطنية داخلية على يد أو بواسطة أية جهة مغربية هو عمل غير مشروع وذو نية سيئة من حق الدولة أن تحاسبها عليه.
في نفس السياق، من حق أية جهة أن تتضامن مع من تريد، ولنا في المغرب الكثير من الامكانات للتضامن والاحتجاج، خصوصا أن هناك مؤسسات مستقلة تقوم بواجبها اتجاه الشكاوى ودراستها والتحقيق فيها.
لكن، ليس من حق أحد ولا أية جهة الاستقواء بالأجنبي والمؤسسات الأجنبية، كيفما كانت صفتها، لأن هذا التصرف البليد وغير المقبول يعطي لتلك الجهات الفرصة للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، الذي هو بلد كل المغاربة، باستثناء الذين لا يومنون بسيادته ويعملون على احراجه وبيع سوءاته لذئاب السياسة الدولية والإعلام الدولي المتعطش لضربنا وذبحنا وسلخنا.
مثل هذا التصرف الأهوج هو خيانة للوطن ولسيادته ولكرامة وشرف شعبه. من يفعل ذلك ليس مواطنا صالحا. فهل رأيتم مواطنا من أي بلد في العالم يبيع وطنه للأجنبي للدفاع عن حق من حقوقه؟
ان الأصل في حق الاختلاف وضمان الحقوق الفردية والجماعية يتأسس على النضال والكفاح والصبر من داخل البلد الذي تقع فيه التجاوزات، بل، يجب أن تكون مقرونة بإبعاد الجهات الخارجية عن التدخل فيها.
تقوم عدة جهات بالركوب على بعض الاختلالات والتجاوزات « للمطالبة » بالحقوق، لكن، على مبدأ « الحق الذي يراد به باطل »، واتخذت جهات مختلفة مواقف متناقضة لخلق بؤر التوتر الاجتماعي، التي لا علاقة لها بمصالح المغرب والمغاربة، فقط لاستغلالها واستعمالها كشماعة للاختلاف مع الآخر أو الانتقام، أو ببساطة كتعبير عن الفشل في خدمة المواطنين بما يحقق مطالبهم المشروعة.
وتغلبت في كل تلك المواقف مظاهر الأنانية والمصالح الفردية والعائلية والفئوية والحزبية والاعلامية والاقتصادية، تغلبت كلها على صوت التعقل والنية الصادقة وابتكار الحلول لمآسي مجتمع يئن تحت وطأة النية السيئة في الإضرار بالمغرب والمغاربة واستقرارهما وأمنهما الترابي، الاجتماعي والسياسي.
لكن، الأخطر والأسوأ من كل ذلك، حينما تكون تلك المظاهر معولا يلتقطه الأجنبي أو نسلمه اليه ولأعداء المغرب والمغاربة، ليغرسوه في جماجمنا وأحشائنا وعظامنا، لتحطيمنا وتخريب بنياننا والوقوف الشامت على أجسادنا وجثتنا.
ورغم كل المؤسسات الوطنية، الدستورية والحقوقية، التي يتوفر عليها بلدنا، المؤهلة للتوجه اليها لبث شكوانا، فان عدة جهات مختلفة تفضل التوجه إلى الأجنبي، سواء أكان حقوقيا أو سياسيا أو إعلاميا لبيعه مظاهرنا السيئة بتصرفات أفرزت أصواتا وأقلاما عميلة ومشبوهة لا تقدر نتائج وتداعيات مواقفها المريضة، رغم مشروعية وشرعية تواجدها على الساحة الوطنية، سياسيا وقانونيا، إعلاميا وثقافيا، اقتصاديا واجتماعيا، حتى يبدو في بعض الأحيان وكأننا في حرب أهلية يحارب فيها الناس بعضهم بعضا، بفارق أننا هنا وفي حالتنا، نحارب فيها المغرب وسمعته وتاريخه وأهليته، وبالتالي نقدم شعبنا لقمة سائغة للآخرين من ذئاب السياسة الدولية، بالأخص منها الإعلام المتربص بنا.

 

Afficher plus

Articles similaires

Bouton retour en haut de la page