القانون !! من سيطبقه ؟ وعلى من سيطبق ؟ ومن سيقبل به اذا طبق ؟ . هناك خلل في منظومتنا الاجتماعية . عندما يقع حدث ما وتاخد الامور مجراها وفق ما يمليه القانون نسمع شكاوى ضد الظلم . وعندما لا يطبق نسمع شكاوى ضد الفوضى والتسيب . هناك من يبني وهناك من يهدم .
وهي الحالة التي عبر عنها البيت الشهير القائل
متى يبلغ البنيان تمامه
اذا كنت تبنيه وءاخر يهدم
ولو الف بان خلفهم هادم كفى
فكيف ببان خلفه الف هادم
كثر زعماء لم نسمع عن نضالهم من قبل متمترسون وراء الحواسيب والهواتف الذكية، وكل يحمل لوائه ويجيش فصيله واحتكم كل فصيل الى انفعاله وعاطفته ، ووضع العقل جانبا وتراهم سكارى وماهم بسكارى . اذا كان المسؤولون ليسوا على دراية بطرق معالجة حالات طارئة فهل المواطنون مؤهلون . ان مشكلتنا هي تفعيل مفهموم ثقافة الحق وتغييب ثقافة الواجب . فاين الحق واين الواجب . هناك من هم لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء وهم الذين يعجبهم مابين الحالتين حيث الماء العكر الذي يحسنون العوم فيه دون ان يطفوا على
السطح . وحينما تسوء الامور يقول لسان الحال
رب يوم بكيت منه فلما***صرت في غيره بكييت عليه .
واتعجب عندما يتحدث البعض عن العدل ويقارنون عمر و ابي بكر رضي الله عنهما
بحكام اليوم وكانما هم لا يعلمون انهم يقارنون ما لا يقارن وينسون ان الخليفة ابي بكر عين عمر ابن الخطاب في منصب القضاء وظل فيه سنة كاملة ، لم يختصم اليه احد خلالها ، حتى جاء في يوم الى ابي بكر طالبا منه اعفاءه من القضاء . فساله ابوبكر : امن مشقة القضاء تطلب الاعفاء ياعمر .؟ فاجابه عمر : لا يا خليفة رسول الله . ولكن لا حاجة بي عند قوم عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب اكثر منه وما عليه من واجب فلم يقصر في ادائه . احب كل منهم لاخيه ما يحب لنفسه ، اذا غاب احدهم تفقدوه واذا مرض عادوه ، واذا افتقر اعانوه ، واذا احتاج ساعدوه ، واذا اصيب عزوه وواسوه ، دينهم النصيحة وخلقهم الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . ففيم يختصمون .
تسافت عبد الله