Tú, por ejemplo
ببساطة abdallah.tassaft@gmail.com

احيانا قد ينقلب الهزل الى جد ويصبح البصر حديد . ذلك ما وقع في الانتخابات الامريكية بانتهائها بفوز ترامب . فقد اعتقد الامريكيون عندما رشح نفسه بان الامر لا يعدو ان يكون سوى مزحة . حتى الكثيرين من الاصوات الوازنة في الحزب الجمهوري لم يستسيغوا الامر ، لان الرجل بعيد عن عالم السياسة ولم يسبق له ان دخل غمارها . ولكن تشبته بحقه في ان يترشح ووانه ليس لا حد الحق في الوقوف ضده ما دام الدستور يعطيه الحق وليس هناك اي حالة من حالات التنافي التي وردت في القانون الاسمى للولايات المتحدة الامريكية . والذين صدمهم فوز ترامب نسوا ان الرئيس رونالد ريغان جاء من هوليود ليعتلي سدة الحكم في ذلك البلد الذي له خصوصيات تميزه عن باقي البلدان في نظامه الانتخابي . ما قيل في رونالد ريغان قيل في رونالد ترامب من حيث انعدام الخبرة ومع ذلك فقد قاد ريغان فترته بنجاح واستطاع ان يستمر رئيسا لفترتين . ويجب ان لا ننسى بان ريغان استطاع ان يعطي لمؤسسة الرئاسة دفعة قوية بعد ان خبا دورها في فترة سلفه الديمقراطي جيمي كارتر . والذين تابعوا حملة ترامب الانتخابية يعرفون ان خطاباته الاستفزازية التي كان يلقيها في كل تجمع انما هي شبيهة بالصعقات الكهربائية التي تعطي للقلب لتنشيط دقاته لضخ الدم في الجسم بكفاءة . فقد كانت تلك الخطابات تلهب مشاعر البيض من مناصريه ، لان الملونين كانوا موالين لكفة هلاري كلنتون التي تقول الاحصاءات انهم تخلوا حزبها مما حرمها من الدعم . ورغم ان هلاري كلنتون متمرسة سياسيا ولها تجربة في التعامل مع الجماهير ، اذ هي المرة الثانية التي تخوض غمار الرئاسية . وقد كانت بالنسبة لترامب كارنب السباق محفزا له على المواجهة ومشجعا له على المضي قدما ، صاما اذنيه عن كل الاوصاف التي وصف بها من طرف خصومه حتى لا يثبط عزمه . كثيرون كانوا ينتظرون او يريدون او يتوقعون نجاح هيلاري اعتمادا على ادائها الجيد في حوار المواجهة مع ترامب . وتحت تاثير استطلاعات الراي ، انساق الجميع مع هذا الطرح عندما اعلنت ان هيلاري متقدمة عليه في النقط . ومع ذلك استمر في خرجاته لزعزعة ثقة الناخب بها . ويجب ان لا ننسي اهمية دور الولايات المتارجحة في الانتخابات الامريكية في نتيجة الحسم ولا ننسى ان الالتزام غير موجود في النظام الحزبي . في امريكا
واذا عدنا الى غياب التجربة عند ترامب ، فان ذلك لا يعني انه لن يستطيع قيادة امريكا . ان مؤسسة الرئاسة تعتمد بالدرجة الاولى على الفريق الذي يعمل مع الرئيس وقدرة هذا الفريق على التفاعل مع الرئيس والتجاوب مع طموحاته وترجمتها على ارض الواقع .
هاهو ترامب قد اصبح رئيسا لامريكا فماذا سيفعل بكل ما تفوه به في الحملة
ضد المسلمين وضد ذوي الاصول اللاتينو اميريكية . وكيف سيتعامل مع دول بعينها كالسعودية التي وصفها بانها بالنسبة له بقرة حلوب ، عندما يجف ضرعها سيذبحها . وهل فعلا سيفعل مبدا مونرو ويدخل امريكا الى العزلة . بالاضافة الى دعوته الاروبيين لتجاوز
الاتحاد الاوروبي . لقد صرح بانه سيعمل على خروج امريكا من اتفاقية المناخ وسيرفع الضرائب على السلع الصينية و.و.و كلام كثير . اعتقد ان
كل هذا لن يكون وذلك من خلال خطابه الاول للشعب الامريكي فقد قال فيه بان التنافس انتهى وهو يدعو مكونات الامة لوضع اليد في اليد لجعل امريكا دولة قوية . وكانه يقول للامريكيين انسوا كل ما قلت فكلام الليل يمحوه النهار . كثير من الامريكيين اصيبو باالاحباط لصعود ترامب . حتى ان مظاهرة احتجاج خرجت في سان فرانسيسكو ، كالفورنيا ، شارك فيها حوالي 1200 محتج ينادون بان » ترامب ليس رئيسنا «
اما العرب ، فعليهم الانتظار لان تطلعهم الى سياسة امريكية جديدة في الشرق الاوسط تساهم في رفع معاناة الشعب الفلسطيني سيطول سواء معه او مع هيلاري .
هيلاري كلنتون التي تلقت صفعة من النساء البيض اللواتي لم يساندنها بل ذهبت احدي الصحفيات الى حد قولها ، كيف لهيلاري ان تلبي رغبة وتطلعات الامريكيين وهي التي لم تستطع ان تلبي رغبة زوجها ، في اشارة الى واقعة مونيكا لونسكي .
هل ستستمر في نشاطها السياسي ام ستتفرغ لمؤسسة كلينتون او تغادر عالم السياسة . او تعود اكثر قوة كما سبق ان فعلت انديرا غاندي حتى انها وصفت بالحيوان السياسي . هناك الكثير مما يقال في هذا الشان .
تسافت عبدالله