كثر الحديث عن كديم ايزيك و اصبحت الرواية الرسمية تتكرر في كل المنابر ولا احد تحرى الدقة و لا الموضوعية في الموضوع ، والكل اجمع على انها مناورة للمخابرات الجزاءرية و البوليزاريو و الصحافة الاسبانية …..
سأحاول ان احكي بالتفصيل ماحدث دون وطنية زاءدة و دون تموضع من أي جانب و إليكم التفاصيل.
تحركت مجموعة من المجازين و اصحاب الشواهد بعد ان ملوا من الاعتصامات بالمدينة طلبا لحقهم في الشغل و قرروا الذهاب خارج المدينة للاعتصام لان الاعتصام داخلها يعرضهم للضرب من طرف قوات الامن وكان عددهم 18 ونصبوا خيامهم . حين علمت السلطات بموضوعهم ارسل الوالي لجنة لمعرفة مطالبهم ، و بعد ذلك طالبهم بفض الاعتصام ووعدهم بحل مشكلهم، وفضوا الاعتصام بالفعل.
ارسل الوالي مراسلة لوزارة الداخلية يخبرهم بالواقعة و بأنه سيجد حلا للمشكل ، فكان جواب الداخلية الرفض و اعطيت الاوامر للوالي بعدم حل المشكل لانه سيكون بداية لتكرار نفس العملية لاحقا من طرف آخرين.
استدعى الوالي المجموعة و قال لهم انه يعرف الصحراء واهلها جيدا و نظرا لتجربته كعامل لطانطان و عمله ككاكب عام لعمالة قلعة السراغنة مع العامل السابق عمر الحضرمي، لكن للاسف الداخلية و من يدير الامر لايعرفون شيءا وينظرون (بضم الياء) من بعيد ، و اعطاهم رسالته و رسالة الداخلية و قال لهم لا تلوموني و برأ ذمته.
خرج المجازين مباشرة لبناء خيامهم من جديد و هته المرة في منطقة كديم ايزيك، و بدأ العدد يزداد الى ان تحدثت البوليزاريو عن الموضوع و حاولت اعتباره انتفاضة شعبية ضد المغرب،وكان لزاما على الدولة ان تتحرك.
آنذاك خرج خالد الناصري الذي كان ناطقا رسميا للحكومة بتصريح حسب رأيي هو ماجعل العدد يزداد حين قال ان مطالبهم اجتماعية محضة( وقد كانت كذلك) و ان الدولة ستحقق مطالبهم بعد دراستها.
كان على الدولة قبل ان يتحدث الناصري ان الا تسمح بالولوج للمخيم للمزيد من المحتجين و بعد ذلك يصرح الناطق الرسمي الذي كان لتصريحه اثر جعل الناس تتحرك من العيون و السمارة و الطنطان و بوجدور و كليميم و آسا نحو المخيم لانهم سمعوا ان الدولة ستحقق مطالبهم كلها.
اصبح العدد يزداد الى ان ناهز 18.000 ، وبرغم الكثرة كان منظما للغاية و فيه لجان للاكل و للنظافة و للحراسة …
تشكلت لجنة للحوار مع السلطة و كانت تجتمع مع السلطة في فيلا الوالي بشاطىء فم الواد و كان يحضر اللقاء الوالي والوالي المكلف بالشؤون العامة بوزارة الداخلية ووالي الولاة و الجنرال بناني و الياس العماري( الذي لم يكن يتحمل اية مهمة سواء في الدولة او في الحزب) كما حضرت الناءبة البرلمانية كجمولة منت ابي في بعض جولات الحوار كوسيط بين الدولة و المحتجين.
كانت الامور تسير بشكل عادي جدا تمت الموافقة على الحلول المطروحة وتمت الموافقة على انشاء خيام للوقاية المدنية و خيام لتسجيل المستفيدين وتبرأت لجنة الحوار من كل ماله علاقة بالبوليزاريو جملة و تفصيلا.
قبل ثلاثة ايام من فض الاعتصام ، واثناء جولة للحوار في فيلا الوالي محمد جلموس ، اخبره احدهم ان تلفزة البوليزاريو تذيع اتصالا مباشرا بالمدعو أصفاري النعمة (وهو من مواليد طانطان هو محكوم عليه بالمؤبد و يقضي العقوبة بسجن الزاكي بسلا،و ابن احد معتقلي قلعة مكونة و مقيم بفرنسا و ينتمي الى جبهة البوليزاريو، وهو عضو نشط في فرنسا لدعم البوليزاريو هو و زوجته الفرنسية ووجوده في المخيم فقط يحيلنا الى رغبة البوليزاريو في وضع رجلها بالمخيم ) احتج الوالي على لجنة الحوار و قال لهم انتم مغاربة و تطالبون بمطالب اجتماعية داخل بلدكم فكيف تسمحون للانفصاليين باستغلال اعتصامكم ضد الوحدة الترابية؟؟ وكان رد فعلهم فوري، حيث انتقلوا مباشرة للمخيم و أخذوا أصفاري و سلموه للدرك الملكي وهي بادرة لحسن نية اللجنة و لاصرارها على ان الاحتجاج لاعلاقة له بالبوليزاريو.
تم الاتفاق مع اللجنة على يوم فض الاعتصام و على ان الحافلات ستكون بالمخيم منذ الساعة السادسة صباحا لنقلهم لمقر الولاية لانهاء التسجيل ، بمعنى ان التنقل سيتم على طول اليوم .
من الطبيعي ان عناصر البوليزاريو التي تسربت للمخيم و التي رأت في الاتفاق و في فض المخيم ضياع فرصة كانت تعتبر هدية من السماء.
كل هته المدة و التلفزة المغربية غاءبة تماما و لم تدخل المخيم وهذا ماجعل الجميع يستقي المعلومات من الصحافة الاجنبية التي اصلا كانت تتحين الفرصة ضد المغرب ، وبعض الصحفيين الاسبان الذي يدعمون الانفصال بشكل واضح و كان بعضهم داخل المخيم، الصحفي الوحيد الذي كان بالمخيم هو الصحفي منير الكتاوي من جريدة الوطن الآن. (غياب التلفزة الرسمية لازال يغيب عن احداث مهمة يستغلها الاخرون كقضية محسن فكري و فيضانات العيون ومظاهرات بوعياش واحداث الداخلة …).
جرت العادة في المخيم الا يبيت فيه الجميع ، فالأغلبية كانت تعود الى العيون للمبيت، وفي الليلة التي سبقت فض الاعتصام انقطعت الاتصالات (الريزو) ، كما قطع الطريق بحواجز للشرطة والدرك لمنع الرجوع للمخيم مما خلق حالة غليان بالمدينة خصوصا حين سربت ابواق البوليزاريو ان قوات الامن تدخلت و ان هناك قتلى و ان الجثث مرمية على اطراف الطريق وكان هدفها نقل الاحتجاج للمدينة من طرف الساكنة التي انقطع اتصالها بأبناءها في المخيم.
عناصررالبوليزاريو على قلتها كانت تمتلك خطة باء (el plan B) في حالة فض الاعتصام ، لذلك كانت تجمع قنانين الغاز و اسلحة بيضاء . وصلت الحافلات باكرا و بدأ الناس في المغادرة لكن الاغلبية كانت لا تزال ناءمة خصوصا وأنهم كانوا يظنوا ان لهم اليوم كله للرحيل و بأن الوقت لازال باكرا و هكذا كان الاتفاق، وفجأة سمع مكبر الصوت من الهيليكوبتر يأمر رجال الامن و يقول بالحرف بالدارجة ( افيقوهم ، افيقوا الزمر).
بعد هذا الأمر الواضح بدأ رجال الامن بنفض الخيام و اسقاط بعضها و هو مانتج عنه رد فعل عكسي من اناس كانوا موافقين على التنقل دون مشاكل وهو تصرف رقصت له عناصر البوليزاريو التي تحركت فورا لتنفيذ الخطة باء. فتحركة اربع سيارات للدفع الرباعي و توجهت مباشرة لقوات امن لم يكونوا يحملون سلاحا اصلا ، باستثناء عصي( porras) وتم دهسهم مباشرة و بدأت المأساة و خرجت ميليشيا البوليزاريو لتنفذ خطتها التي انتهت بذبح رجال أمن بدم بارد و التبول على الجثث في سابقة لم يقم بها قتلة لا دين لهم.
في نفس الوقت كانت المدينة قد انفجرت لان الاخبار كلها كانت تقول ان هناك مذبحة حصلت بالمخيم و بأن قوات الامن قتلت المءات ، والملاحظ آنذاك هو غياب الأمن بالكامل بالمدينة و هناك تم ذبح شخص من القوات المساعدة قرب شارع الطنطان لاذنب له ولا يدري من حصل لانه كان يشتغل طول الليل و كان عاءدا لبيته رحمه الله.
وهنا وجب التساؤل كيف يعطى امر التدخل في المخيم دون تحصين المدينة و تهييءها لاي رد فعل؟؟
الى غاية الساعة الرابعة كانت المدينة خالية تماما من رجال الامن و تركوا المجال مفتوحا امام بعض المراهقين و الانفصاليين لتخريب كل ماوجدوا في طريقهم و لم يستثنوا ممتلكات الدولة من الممتلكات الخاصة من سيارات و صيدليات و محلات تجارية…
عناصرالبوليزاريو التي نفذت المذابح كانت قد تركت المكان و اتجهت للبوليزاريو من طرق التهريب التي يعرفها اهل المنطقة جيدا و تركوا النتاءج لمن بقي في العيون.
بعد ذلك مباشرة استفاقت اجهزة الدولة لتجهز حملة لملاحقة كل من تجد في الشارع و تطور الامر الى سابقة خطيرة حيث اعتمدت الشرطة على دعم المءات ممن يعيشون بالعيون و اصلهم من مدينتين تحديدا وسط المغرب و اغلبهم من الباعة المتجولين الذين يحتكون يوميا مع السلطةةو تعرفهم و استعملتهم كشبيحة او كحشد شعبي و كانوا يحملون العصي و يمشطون المدينة و يدخلون منازل الناس العزل لينهبوا و يسرقوا و يعتدوا على ممتلكات الناس و اعراضهم و اجسادهم. ولدي بدل الفيديو العشرات موثقة لهته الاحداث و المؤسف ان هته الشبيحة كانت محروسة بالشرطة و الجيش، بل في احد الفيديوهات حين اقتحموا شارع سكيكيمة التجاري و كسروا اقفال المحلات و كانوا يسرقون المحلات و يضعون المسروقات في شاحنة للجيش.
لم أجد وسيلة اعلام واحدة تتحدث عن الايام الثلاثة التي اعقبت فض اعتصام كديم إيزيك، مع ان احداثه موثقة بالصوت و الصورة ولم يقدم أي شخص للمحاكمة عن كل الجراءم التي حصلت في هته الايام الثلاثة.
تأسفنا كثيرا لضحايانا من قوات الامن و الوقاية المدنية الذين قتلهم ارهابيون بدم بارد.
وتأسفنا لما فعله قاطنين بالصحراء و كانوا كأبناء الدار و أظهروا حقدهم على كل ماهو صحراوي حين اتيحت لهم فرصة فش الغيل فعاثوا فسادا و اقتحموا منازل آمنة لاعلاقة لها بالاعتصام اصلا و تم الاعتداء على عضو بالمجلس الملكي الاستشاري امام انظار الشرطة و تم تحطيم كل ماكانوا يجدوا بالمنازل إن لم يسرقوه اما شارع سكيكيمة فلا زال شاهدا على السرقات بمباركة امنية.
حين لم تستطع السلطات القبض على القتلة ، اعتقلت لجنة الحوار التي لا يوجد دليل واحد على انهم تورطوا بالقتل.
اصفاري النعمة حوكم بجراءم حصلت يوم فض الاعتصام مع انه مسجون قبل ذلك بثلاثة ايام.
وجب تصحيح أخطاء تدبيرية لازالت دون تصحيح. و وجب استيعاب الدرس حتى لا نقع في المحظور مرة اخرى.
كما وجب تجاوز الاعيان الذين لم يقدموا شيءا يذكر في كل مدة المخيم و بعده.
ووجب سؤال إلياس العماري بأي صفة كان هناك ، و باسم من كان يعطي الاوامر للولاة؟؟