صورة وراي عبد الله تاسافت

كنت ساكتب كما كتب غيري ولازال ءاخرون سيكتبون كتابات وتعاليق ارتدادية لما ورد في الخطاب الملكي من نقد موضوعي لحالة الادارة المغربية . ولكن احجمت عن ذلك بعد ان كتبت جزءا مما خالج نفسي وانا اتصفح كل ما قيل . احيانا عبارة صغيرة او صورة منتقاة قد تفي باالغرض . هناك مثل مغربي كثيرا ما يستعمل في احاديثنا للتعبير عن وضعية او حالة ما . يقول المثل » امارات الدار على باب الدار » فبالامس ذهبت لعمالة اقليم لاجيروند الواقعة وسط مدينة بوردو وتلك اول مرة ازورها رغم مضي اربع سنوات على وجودي بالمدينة .هناك وجدت اعدادا كبيرة من الناس والعشرات من الناس ،
واعدادا من الشبابيك ولم اجد اكتظاظا . فكل شباك مكتوب عليه اختصاصه حتى يذهب كل مرتفق الى الشباك الذي يعنيه . وكل واحد يمسك بين اصابعه رقم دوره ولا يقف امام الشباك الا بعد ان يظهر رقمه على الشاشة . وامام موظفتي الاستقبال يقف طابور يتحرك ، ولا احد يتجاوز دوره او ياتي مرافقا بموظف لينجز معاملته قبل غيره ، كما هو الشان عندنا …الخ . وبين الفينة والاخرى تمر متدربة لتسال ان كان احد بحاجة الى مساعدة . ولكن ما يهمني في كل هذا هو ان هذه المؤسسة التي تستقبل الالاف من البشر كل اسبوع هي اول من يستقبلك قبل مقابلة اي موظف . اذ ذاك تكتشف ان الموظف ما هو الا مرآة تعكس صورة المؤسسة ككل بما فيها من تراتبية ادارية ،
فالماء ياخذ لون اناءه كما يقول المثل . لذلك اخترت الصورة المرفقة كنموذج لهذا السلوك . وقد وضعت بشكل لا يمكن ان يغفل عنه من يلج عمالة اقليم لاجيروند . اترككم مع الصورة ، واسالكم هل سبق لاحد منكم ان ولج مبنى ادارة مغربية ووجد بها لافتة او لوحة ترحب بمجيئه . اترك التعليق لكم .