من ورزازات، في الذكرى 34 للمسيرة الخضراء، عام 2009، وجه الملك محمد السادس خطابا هاما تضمن إشارات قوية حول قضية الوحدة الترابية للمغرب، كما حذر فيه المتلاعبين بها بخيانتهم وشغبهم الانفصالي.
اليوم ونحن في الذكرى 41 ارتأينا من المناسب جدا للاحتفال بها، التذكير بخطاب 2009 الذي أجمل كل المواقف السابقة واللاحقة حول قضيتنا الوطنية، وإعادة قراءته.
وفى تحد لوضع الوحدة الترابية في مسارها الصحيح، أعلن الملك محمد السادس عن مخطط يرتكز على عدد من التوجهات، تتلخص في:
الحرص على أن يكون للأقاليم الصحراوية الأولوية لتمكين سكانها من تدبير شؤونهم بأنفسهم.
توجيه الحكومة لتكون تلك الأقاليم نموذج للامركزية والحكامة الجيدة.
مراجعة وسائل العمل لوكالة تنمية الجنوب لتتركز جهودها على تنفيذ مشاريع للتنمية البشرية بهدف خلق مناصب الشغل للشباب ودعم العدالة الاجتماعية وتسهيل عودة العائدين ودعمهم والاعتناء بهم.
الوقوف بحزم في وجه كل من تسول له نفسه عرقلة التفاوض على أساس مخطط الحكم الذاتي والتآمر ضد الوحدة الترابية للمغرب وتصعيد المواقف الاستفزازية والابتزازية.
على هذه الأسس وضع الملك الجميع أمام مسؤولياته. كما نبه إلى خطورة ألاعيب الأعداء ومن يسير في ركبهم، ودعا إلى رفض كل أساليب اللبس والخداع التي لم يعد لها مكان في الموقف الحازم والحاسم للمغاربة.
في هذا الصدد قال الملك: « على كل شخص أن يختار بين الوطنية والخيانة، لأنه ليس هناك موقف وسط بينهما ».
« كما أنه لا يمكن مواصلة التمتع بحقوق المواطنة في نفس الوقت التي يقع رفضها أو التعاون مع أعداء الوطن ».
أمام الهجمة الاستفزازية لأبواق الدعاية وتشويه الحقائق من طرف أعداء والوحدة الترابية وعملائهم، الذين « يأكلون الغلة ويسبون الملة »، يحق لنا ويجب علينا أن نقدم لهم الدروس في الوطنية لنفسر لهم بأن كل دول العالم ترفض أن يستغل الفوضويون الديمقراطية وحقوق الإنسان للتآمر مع أعدائها ضد سيادتها ووحدة مصالحها العليا.
عندما تتعارض ممارسة الحريات مع عمليات التخريب، يسقط الضحايا الذين لا ذنب لهم ويقع تدمير الممتلكات العمومية والخاصة. حينذاك تلتقي كل القوانين الوطنية والدولية لتجريم هذا العنف المجاني، اعتبارا لكون العيش مع عدو عدواني يصبح خيانة وطنية. هذا ما يحصل اليوم علاقة بالوحدة الترابية للمغرب.
فإذا كان جيراننا متلبسين بجرم خيانة التاريخ المشترك فان دفع عملائهم في صحرائنا إلى الاستفزاز والتخريب وإشغالنا عن قضايانا الأساسية يعد جريمة مزدوجة يستوجب معها واتجاهها الرد الحاسم والحازم، خصوصا وأن الكثيرين يستغلون هذا الأمر في جوانب أخرى كالمتاجرة بعدائهم للمغرب والإثراء على حساب الاستقرار، وكذلك في معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.