تاتي على المرء لحظات تتزاحم وتتصارع
في عقله ارهاصات نتيجة احداث معينة تدفعها الى السطح . منذ الصباح وانا استعرض صورا من ذاكرتي للمغرب متسائلا هل هناك حرية في المغرب . على كل حال من حقي ان اتساءل ومن حقي ان اجيب دون ان افرض رايي على احد .
بعيدا عن المفهوم الميتافزيقي للحرية ، وبعيدا عن كانط ، جون لوك ، فولتير ، عمر ابن الخطاب .
ساعطي صورا لها كما رآها عقلي البسيط من واقع الحال عندنا في المغرب . لا الزم احدا بشئ مما اقول وبناء عليه اقول
-عندنا يستطيع الفرد ان ياتي الى اي ركن من طريق عام ويطرح سلعته ويتاجر ولا من يمنعه .
-عندنا يمكن لاي تاجر ان يحجز موقفا امام متجره اومقهاه بوضع كرسي او حجر او اي شئ ليركن فيه سيارته دون ان يمنعه احد
-عندنا باستطاعة صاحب اي مقهى او مطعم او ان يحتل مساحة الرصيف امام مقهاه يحرم المارة من المرور الآمن ولا يستطيع احد ان يمنعه
-عندنا باستطاعة اي واحد ان يتبول في الشارع نهارا ويتغوط فيه ليلا دون ان يمنعه احد .
-عندنا يمكن لاي ذكر ان يتحرش باية انثي ولا يمنعه احد
-عندنا يمكن لاي شخص ان يتجول بائعا وجبات اكل لاتعرف تركيبتها دون ان يمنعه احد
-عندنا يمكن لاي اسرة ان تترك اطفالها يلعبون في الشارع الى وقت متاخر من الليل ولا من يحاسبها
-عندنا يمكن لاي تلميذة او تلميذ ان ياتي الى المدرسة باي هندام غير لائق ولا احد يستطيع منعه .
-عندنا يمكن لاي موظف ان يذهب للصلاة ويتجاوز الوقت ولا يحاسبه احد
-عندنا يمكن لاي شخص القاء الازبال في الشارع ولا يمنعه احد .
-عندنا يمكن لاي واحد ان يستعمل مكبرات الصوت ليحتفل بمناسبة ما دون اي يحد من حريته احد .
-عندنا يمكن ان يعتدى على سمعك وانت في الشارع بكلمات نابية والفاظ ساقطة دون ان تكون لك القدرة على الاحتجاج .
-عندنا يمكن ان تتقمص شخصية زعيم وتقول ماشئت وتنشرها على الشبكة اظهارا لشجاعتك .
– عندنا تسب الذات الالاهية والدين وكل ماله علاقة بالمعتقد ولا احد يعاقب .
-عندنا تقام احواض داخل المدن تستنبت فيها ازهار لتجميل الشوارع فيترك الناس الممرات ويدوسون النباتات بارجلهم ولا احد يمنعهم وتقتلع المقاعد الموضوعة في الحدائق العمومية ولا احد يحاسب
– عندنا ابواب مدارسنا تحاصر بمجموعات المراهقين للتحرش بالفتيات ولا احد يمنعهم .
لوحدث ان جوبه بالقانون اي فرد ممن يمارس اي حرية من المذكورة اعلاه لانتفض ولعلا صوته قائلا انها الحكرة . هذه المفردة التي اصبحت بمثابة حصان طروادة يعتلي ظهره كل من طلب منه احترام القانون او من طبق عليه . واذا لم يطبق القانون خرج قوم يشتكون ويصفون الوضع بالفوضى والسيبة . ان لم تكن هذه حرية فكيف هي ، طبعا ، خارج النقاش الفلسفي والسياسي .
ان الامر يحتاج الى ضمير يقظ وغيرة وحب للوطن .
انا اعرف ان كلامي سيعود الي صدى كذلك الذي كنت اسمعه وانا طفل ، كلما صرخت باعلى صوتي في براري تورار – بكسر التاء – هناك باعالي الاطلس .
تحياتي .
تسافت عبد الله